المهندسة شهد أيمن عطية، مهندسة معمارية من أصول فلسطينية، ولما لتخصص الهندسة من ارتباط وثيق بمجالات الفن والتصميم الإبداعي فقد شغفها تصميم الأزياء، فدرست التصميم بالإضافة إلى الهندسة، وأسست دار أزياء بتصاميم مستوحاة من التراث الفلسطيني الغني بالتفاصيل المميزة والتي تروي قصصا ترتبط بالأرض الفلسطينية على اتساع مناطقها.

ركزت المهندسة شهد في تصاميمها على أن تكون محتشمة بطابع عصري فريد، تبرز من خلالها تفاصيل التطريز الفلسطيني الذي يمثل رمزا للمقاومة وجزءا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية التي تسعى يد الاحتلال باستمرار أن تطاله وتزور فيه، ولا تنفك مؤسساته من محاولات سرقة هذا الإرث التاريخي المتجذر في قلب كل فلسطيني. فكما كاتب الروايات مؤتمن على تسجيل تفاصيل الأحداث، تجد شهد أنها مؤتمنة على أحلام هذا الشعب وتنسج هذه التفاصيل على الأقمشة.

تسعى المهندسة شهد إلى تسجيل هذا التاريخ وهذه الأصالة من خلال قطع الملابس التي تصممها، فهذه القطعة هي النافذة على الشخصية الأصيلة لمن يرتديها.
ولأن كل غرزة هي شاهد على قصة أو ذكرى أو شعور، تتحول قطعة الملابس هذه إلى تمثيل مرئي لقيم الإنسان وشخصيته. تقول المهندسة شهد: "أَخيط الملابس كي يرتديها بنو البشر، تماما كما أعمُر الفراغات التي يسكنوها من العدم... وسواءٌ عليّ أفعلت هذه أو تلك، فكلاهما يعبّر عن كل ذات بتفرُّد، أو يميط عن وجه الجمال لثامه."